تأثير القرآن في الشعر" .. أول اطروحة دكتوراه في اللغة العربية بجامعة العلوم الإسلامية

عمان - منبر الرأي - نوقشـت في كلية اللغة العربية في جامعة العلوم الإسلامية العالمية أول رسالة دكتوراه في الكلية بعنوان: «تأثير القرآن الكريم في الشعر حتى نهاية العصر الأموي» مقدمة من الباحث محمود حسين الزهيري، وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور عفيف عبد الرحمن - مشرفاً رئيساً، والأستاذ الدكتور عبدالجليل عبدالمهدي - عضواًً، والأستاذ الدكتور دريد العبيدي - عضواً، والدكتور يوسف القماز والأستاذ الدكتور سمير الدروبي - مناقشاً خارجياً.
وتكونت الرسالة من أربعة فصول، الفصل الأول: تناول فيه الباحث أثر القرآن الكريم على الألفاظ، مبيناً الألفاظ التي استحدثها القرآن الكريم، وجاءت مع تنزيله. وتجلت من خلال تركيزه عليها، وأخذ الشعراء في سوقها في أشعارهم، مثل لفظة النفاق والكفر والإشراك والتقوى. ومنها ما كان عقديا أو أحكاماً شرعية أو لغوية خالصة.
كمــا تناول الباحث في هذا الفصل الألفاظ على مستوى الدلالة حين غير القرآن الكريم دلالات كثير من الألفاظ مثل الطهر، والضلال والهدى والحج والصلاة وغيرها، في الوقت الذي ألغى من قاموس الشعراء بعض الألفاظ كالأصنام والأوثان والتماثيل، وأبدل بعض الألفاظ، بمعنى أنه جعلها مكان أخرى، مثل لفظة الإمام والثأر وألفاظ التحية والشهيد، واستخدم ألفاظاًً للمدح والهجاء.
وفي الفصل الثاني: درس الباحث تراكيب الشعر المتأثرة بالقرآن الكريم، وبرزت تراكيب الشعراء منها ما هو مقتبس من القرآن نصاً حرفياً أو ببعض الزيادة، ومنها ما كان يلم لماً من خلال بيت الشعر، ومنها تراكيب أسماء الأعلام. وأبرز الباحث تراكيب من القرآن الكريم تدخل عند الشعراء من باب المدح والثناء أو الهجاء، مثل، أخزى الله، ولعن الله، وغيرها.
ولما كان القرآن الكريم كثيراً ما يصور بعض الأمور الغيبية أو الحاضرة، وكانت طريقته المفضلة في سوق الكلام في التصوير والأخيلة، فقد تناول الباحث في الفصل الثالث: أثر القرآن الكريم على الألفاظ، فأبرز إفادة الشعراء من طريقة القرآن الكريم في التصوير والأخيلة، مبيناً استلهام الشعراء كثيراً من صور القرآن الكريم، وإبداعهم في تعمق الصورة لديهم على الرغم من أن تصوير القرآن الكريم تصوير خالق، وتصوير الشعراء تصوير مخلوق، وصوروا الأحداث والمعارك، متأثرين بالقرآن الكريم، كبدر والأحزاب والفتح وبعض أحداث السيرة التي جاءت في القرآن، ولحظ الباحث مبالغتهم في التصوير وخروجهم عن مبدأ القرآن الكريم، وفي صدق الصورة وواقعيتها. وبين الباحث أيضا تأثر الشعراء بطريقة القرآن الكريم من خلال التركيز على الحدث.
وفي الفصل الرابع: أشار الباحث الى بيان أثر القرآن الكريم على المعاني الشعرية، مبيناً أن كثيرا من معاني القرآن الكريم استلهمها الشعراء في شعرهم وأجروها في كلامهم مثل معاني التقوى والخير والهدى.
وفي نهاية المناقشة منحت اللجنة المناقشة الطالب الزهيري درجة الدكتوراة.