بسم الله السميع العليم
بَعد أَنْ أَنْهيت أًحد امتحاناتي الفتريَّة لهذا الفصل، قرًّرتُ أنْ أقومَ بزيارةٍ خفيفةٍ لخالتي في حي الدوحة القريب من الجامعة بالظهران
وكان وقت الزيارة قُبيل المغربِ، وقد جرتِ العادةُ عندهم أن تكون هذه الفترة هي فترة أداء الفروض المنزليّة.
بعد التًّحايا والتَّراحيب وأثناء تناولِ القهوةِ تابعْتُ خالتي وهي تستكملُ مساعدة وتوجيه أبنائها لأداء الفروض ، فهذه العادة – أعني متابعة خالتي وهي تتعامل مع أبنائها-
تعد من الهوايات التي أحب أن أمارسها من وقت لآخر ، فها هي هناك ترتِّب أغراض ابنها عبدالملك وتشجع عبدالإله لحفظ القرآن
وتشرح لابنتها هلا ذات السِّت سنوات الرياضيات وكانت تشرح مهارة الجمع.
مضى وقتي وأنا أتابع خالتي تكتب التمرين تلو الآخر لهلا فالرياضيات ليس موضوعها المفضل! وهلا تتململ
وتكرر باستمرار : أنا ما أحب الرياضيات….
فتقول لها والدتها : ان أردت أن تكوني مهندسة أو طيارة فعليك أن تحبِّي الرياضيات !
غمزت لي خالتي وهي تقول العبارة الأخيرة مع ابتسامة ماكرة ….
أخذت هلا التمارين الى غرفتها بحماسة أكبر لحل المسائل ، عادت بعد برهة ووريقات التمارين في يديها لتقدمها لأمها المشغولة مع ابنها عبدالملك….
هلا : ماما، خلصت شوفي حلّي ….. صح ؟
بعد هذه الجمله لفت انتباهي أمران شيء مكتوبٌ على الورقة وآخر قالته في جملتها الأخيرة سأذكرهما لاحقا.
أخذت خالتي الورقات من ابنتها وبدأت بتصويب حلها وكانت اجاباتها صحيحة بالكامل ( هذا التمرين خاص بجمع عددين ) ، أما الآن فقد آن الأوان لتمارين جمع ثلاثة أعداد مفردة !
كتبت خالتي التمارين وأعطتها لابنتها فعادة بعد مدة ليست باليسيرة ….
الأسئلة كانت كالتالي مع اجاباتها :-
4 + 5 + 1 = 96
6 + 4 + 5 = 111
8 + 1 +6 = 915
إستشاطت خالتي غضباً وارتفع صوتها وغاب منطقها وأخذت تؤنّب وتوبّخ هلا على هذا الفعل….
قلت لخالتي وبسرعة : دعي الموضوع لي سأشرح لها الفكرة والآلية
قالت لا فائدة فهي بالعامّية ( لعّابة ) فقد علمتها مراراً وتكراراً عن كيفيّة الجمع وهي :-
(هذه هي الطريقة التي يقوم بها المعلمون بتدريس الأطفال)
{تضع العدد الكبير في رأسك والصغير في يدك ثم تكمل العد من العدد الذي في رأسك وحتى تنهي عدد الاصابع المرفوعة التي في يدك.}
علمت أن هذه الصغيرة ليس بالبليدة ولا بالغبيّة بل هي تعمل على منطق وآليّة لكنها خاطئة ولربما الخطأ قد اتضح لكم من حلها السابق للمسائل التي وضعتها من قبل… قلت لها : هلا حبيبتي اشرحي لي كيف قمتي بحل المسائل ؟
قالت : سويت مثل اللي قالت لي أمي ، أحط الكبير براسي والصغير بيدي وأجمع بعدين أكتبه بعدين أحط الكبير براسي واجمع العدد الثاني معه واحطه بجنب اللي سويته قبل.
ولعل ما قامت به يتضح هنا :
4
5
+ 1
________
6 9 ( هنا جمعت الخمسه والاربعة ووضعتها جانباً ثم أعادت جمع الخمسة والواحد مرة أخرى )
شرحت لها الآليّة مجدداً وأوضحت لها أين أخطأت ثم أعطيتها تمارين أخرى مع القليل من التشجيع فسرّت كثيراً ، أخذت التمارين التي قمت باعطائها لها لغرفتها لتحلها ، أطلعت خالتي على مبضع الخلل ومكمن الإشكال.
أخبرت خالتي أن قضية الصواب والخطأ عند ابنتها تشكل هاجساً كبيراً لها فهي عند أي فعل تقول دائماً عن الشيء الذي تفعله ….. صح ؟
كما قالت من قبل : ” ماما، خلصت شوفي حلّي ….. صح ؟ “
ورأيتها اذا انتهت أمها من الاطلاع على أي تمرين تقوم هي بوضع علامة ( صح ) عند أي تمرين قالت امها عنه انه صحيح … وتقوم بذلك بقلم مختلف اللون ( وتسميه قلم التصويب ).
قلت لخالتي : اذا عادت هلا اليك من جديد أجعلي حلها الصحيح قضية كبيرة وأظهري الفرح والسرور عند كل اجابة صحيحة وقولي بصوت مرتفع ( صح يا شاطرة …. أنت رائعة ) وضعي علامة صح أمام اجاباتها الصحيحة ، وبالفعل قامت بذلك … أخذت أتابع ردة فعل هلا عند كل مرة تقول لها والدتها أنها أصابت ولا تجعل للخطأ أهمية كبيرة …أخذت هلا تقفز طرباً وفرحاً عند كل هتافٍ وتشجيع …..حتى أنها طلبت المزيد من التمارين بعدها .
أعلم أن الكلام قد طال ولكن ما يستفاد من القصة وما أريد الوصول اليه هو :
كثير منا ما زال يحمل ذاك الطفل في داخله ، لديه العديد من الرّغبات والحاجات التي تحرّكه وتحفزه نحو ما يريد ، فالبعض تغريه المادة والآخر نشوة الإنّتصار وغيره الشعور بأنه على صواب وغيره.
ختاماً أطرح هذا التساؤل ….
هل من الممكن أن نستغل تلك الحوافز وتلكم الرغبات في دفع عجلة الهمة لدى البعض وخصوصاً الصغار ؟
هل الطريقة التي نعلم الصغار ونؤدبهم بها مجدية ؟
ولماذا ما تزال طرق التعليم هي هي مذ عهد الأقدمين ؟ فالطريقة التي تعلَّمت بها خالتي الجمع هي نفسها التي يعلمونها لابنتها في مدرستها … ألهذا الحد هي طريقةٌ ناجحة ؟
أيها الأخوه انظروا لهذا الكتاب والذي يتحدث عن طرق مستحدثه ومهارات جديدة للحساب بطرق منطقية أكثر فاعلية.
الكتاب باللغة الانجليزيّة حصلت عليه أثناء تجوالي في الشبكة العنكبوتية.
لتحصل على الكتاب اضغط هنا
Secrets of Mental Math
بَعد أَنْ أَنْهيت أًحد امتحاناتي الفتريَّة لهذا الفصل، قرًّرتُ أنْ أقومَ بزيارةٍ خفيفةٍ لخالتي في حي الدوحة القريب من الجامعة بالظهران
وكان وقت الزيارة قُبيل المغربِ، وقد جرتِ العادةُ عندهم أن تكون هذه الفترة هي فترة أداء الفروض المنزليّة.
بعد التًّحايا والتَّراحيب وأثناء تناولِ القهوةِ تابعْتُ خالتي وهي تستكملُ مساعدة وتوجيه أبنائها لأداء الفروض ، فهذه العادة – أعني متابعة خالتي وهي تتعامل مع أبنائها-
تعد من الهوايات التي أحب أن أمارسها من وقت لآخر ، فها هي هناك ترتِّب أغراض ابنها عبدالملك وتشجع عبدالإله لحفظ القرآن
وتشرح لابنتها هلا ذات السِّت سنوات الرياضيات وكانت تشرح مهارة الجمع.
مضى وقتي وأنا أتابع خالتي تكتب التمرين تلو الآخر لهلا فالرياضيات ليس موضوعها المفضل! وهلا تتململ
وتكرر باستمرار : أنا ما أحب الرياضيات….
فتقول لها والدتها : ان أردت أن تكوني مهندسة أو طيارة فعليك أن تحبِّي الرياضيات !
غمزت لي خالتي وهي تقول العبارة الأخيرة مع ابتسامة ماكرة ….
أخذت هلا التمارين الى غرفتها بحماسة أكبر لحل المسائل ، عادت بعد برهة ووريقات التمارين في يديها لتقدمها لأمها المشغولة مع ابنها عبدالملك….
هلا : ماما، خلصت شوفي حلّي ….. صح ؟
بعد هذه الجمله لفت انتباهي أمران شيء مكتوبٌ على الورقة وآخر قالته في جملتها الأخيرة سأذكرهما لاحقا.
أخذت خالتي الورقات من ابنتها وبدأت بتصويب حلها وكانت اجاباتها صحيحة بالكامل ( هذا التمرين خاص بجمع عددين ) ، أما الآن فقد آن الأوان لتمارين جمع ثلاثة أعداد مفردة !
كتبت خالتي التمارين وأعطتها لابنتها فعادة بعد مدة ليست باليسيرة ….
الأسئلة كانت كالتالي مع اجاباتها :-
4 + 5 + 1 = 96
6 + 4 + 5 = 111
8 + 1 +6 = 915
إستشاطت خالتي غضباً وارتفع صوتها وغاب منطقها وأخذت تؤنّب وتوبّخ هلا على هذا الفعل….
قلت لخالتي وبسرعة : دعي الموضوع لي سأشرح لها الفكرة والآلية
قالت لا فائدة فهي بالعامّية ( لعّابة ) فقد علمتها مراراً وتكراراً عن كيفيّة الجمع وهي :-
(هذه هي الطريقة التي يقوم بها المعلمون بتدريس الأطفال)
{تضع العدد الكبير في رأسك والصغير في يدك ثم تكمل العد من العدد الذي في رأسك وحتى تنهي عدد الاصابع المرفوعة التي في يدك.}
علمت أن هذه الصغيرة ليس بالبليدة ولا بالغبيّة بل هي تعمل على منطق وآليّة لكنها خاطئة ولربما الخطأ قد اتضح لكم من حلها السابق للمسائل التي وضعتها من قبل… قلت لها : هلا حبيبتي اشرحي لي كيف قمتي بحل المسائل ؟
قالت : سويت مثل اللي قالت لي أمي ، أحط الكبير براسي والصغير بيدي وأجمع بعدين أكتبه بعدين أحط الكبير براسي واجمع العدد الثاني معه واحطه بجنب اللي سويته قبل.
ولعل ما قامت به يتضح هنا :
4
5
+ 1
________
6 9 ( هنا جمعت الخمسه والاربعة ووضعتها جانباً ثم أعادت جمع الخمسة والواحد مرة أخرى )
شرحت لها الآليّة مجدداً وأوضحت لها أين أخطأت ثم أعطيتها تمارين أخرى مع القليل من التشجيع فسرّت كثيراً ، أخذت التمارين التي قمت باعطائها لها لغرفتها لتحلها ، أطلعت خالتي على مبضع الخلل ومكمن الإشكال.
أخبرت خالتي أن قضية الصواب والخطأ عند ابنتها تشكل هاجساً كبيراً لها فهي عند أي فعل تقول دائماً عن الشيء الذي تفعله ….. صح ؟
كما قالت من قبل : ” ماما، خلصت شوفي حلّي ….. صح ؟ “
ورأيتها اذا انتهت أمها من الاطلاع على أي تمرين تقوم هي بوضع علامة ( صح ) عند أي تمرين قالت امها عنه انه صحيح … وتقوم بذلك بقلم مختلف اللون ( وتسميه قلم التصويب ).
قلت لخالتي : اذا عادت هلا اليك من جديد أجعلي حلها الصحيح قضية كبيرة وأظهري الفرح والسرور عند كل اجابة صحيحة وقولي بصوت مرتفع ( صح يا شاطرة …. أنت رائعة ) وضعي علامة صح أمام اجاباتها الصحيحة ، وبالفعل قامت بذلك … أخذت أتابع ردة فعل هلا عند كل مرة تقول لها والدتها أنها أصابت ولا تجعل للخطأ أهمية كبيرة …أخذت هلا تقفز طرباً وفرحاً عند كل هتافٍ وتشجيع …..حتى أنها طلبت المزيد من التمارين بعدها .
أعلم أن الكلام قد طال ولكن ما يستفاد من القصة وما أريد الوصول اليه هو :
كثير منا ما زال يحمل ذاك الطفل في داخله ، لديه العديد من الرّغبات والحاجات التي تحرّكه وتحفزه نحو ما يريد ، فالبعض تغريه المادة والآخر نشوة الإنّتصار وغيره الشعور بأنه على صواب وغيره.
ختاماً أطرح هذا التساؤل ….
هل من الممكن أن نستغل تلك الحوافز وتلكم الرغبات في دفع عجلة الهمة لدى البعض وخصوصاً الصغار ؟
هل الطريقة التي نعلم الصغار ونؤدبهم بها مجدية ؟
ولماذا ما تزال طرق التعليم هي هي مذ عهد الأقدمين ؟ فالطريقة التي تعلَّمت بها خالتي الجمع هي نفسها التي يعلمونها لابنتها في مدرستها … ألهذا الحد هي طريقةٌ ناجحة ؟
أيها الأخوه انظروا لهذا الكتاب والذي يتحدث عن طرق مستحدثه ومهارات جديدة للحساب بطرق منطقية أكثر فاعلية.
الكتاب باللغة الانجليزيّة حصلت عليه أثناء تجوالي في الشبكة العنكبوتية.
لتحصل على الكتاب اضغط هنا
Secrets of Mental Math
الثلاثاء أبريل 10, 2012 9:32 pm من طرف هنوبنو
» طاجن السمك والفلفل .. ؟؟
السبت يناير 14, 2012 7:43 pm من طرف هنوبنو
» دورة الجودة طريقك للتميز
الأربعاء يناير 11, 2012 1:06 am من طرف بنت المملكة
» المعرض الدولي الرابع للاختراعات في الشرق الاوسط تفوق سعودي
الأربعاء ديسمبر 28, 2011 3:33 am من طرف هنوبنو
» رجعت بعد غياب
الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 11:47 pm من طرف بنت المملكة
» معلومة عن الغراب تقشعر لها الأبدان
الخميس ديسمبر 22, 2011 8:10 pm من طرف هنوبنو
» لماذا يضع الرسول يده تحت خده؟؟؟
الخميس ديسمبر 22, 2011 8:09 pm من طرف هنوبنو
» الحاسة التي لا تنام سبحان الخالق ...
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:59 pm من طرف bohamadegp
» كيف ترد إذا وُجهت إليك إهانة قاسية؟
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:01 pm من طرف هنوبنو