اليوم سأروي لكم قصة مغامرة جديدة لصورة قد تكونوا رأيتموها من قبل
في الحقيقة هذه الصورة تحمل الكثير من المعاناة والكثير من الذكريات
جاءت فكرتها بناءا على رغبة والدي العزيز في أن آخذ لقطة للحرم وهو ممتلئ
فاتصلت بالمصور القدير ضاحي العلي , فأهل مكة أدرى بشعابها
وأخربته برغبتي في أخذ لقطات للحرم من وقف الملك عبدالعزيز
فأجابني بأن الإجراءات الأمنية قوية والأمر ليس بتلك البساطة
ولكني عازم على الأمر
توجهت إلى مكة وكان الزحام شديد
ما أضرني لحمل الحقيبة والحامل مسافة طويلة جدا
صليت المغرب في مصلى الوقف
وخرجت باحثا عن منفذ يوصلني إلى البرج H وهو البرج الأوسط والذي لم يكتمل بناؤه بعد
وفي غفلة من رجل الأمن
تسربت للمنطقة الخلفية والتي هي أسفل البرج
ووصلت إلى سطح المبنى السفلي والذي تبدأ عنده الأبراج
فسألت أحد المهندسين عن مكان وجود المصعد الذي يقلني إلى أعلى نقطة في البرج الأوسط
وعرفت منه أن المصعد يعمل بعد العشاء وأنهم لايمكن أن يصعدوا بي حتى أبرز تصريحا خاصا من الأمارة
فسألته عن مكان الدرج !!
فامتعض من سخريتي : دول خمس وستين دور .. مش هتأدر
ومع اصراري أرشدني إليه
فأسرعت الخطى أركض في الدرج على أمل أن أبلغ القمة قبل العشاء
وبدأت رحلتي الغير محسوبة العواقب
وكان البرج بكامله فارغا لا أحد فيه .. أو هكذا رأيته
في الحقيقة , أني لم أعط الأمر حقه من التفكير
فمثل هذه المسافة تحتاج إلى الكثير من اللياقة البدنية
ثم إنها تحتاج المزيد من الطاقة , وأنا حينها أقل رشاقة من ذي قبل
ثم إني كنت صائما ولم أفطر إلا على تمرات لا يقمن الصلب
ورشفات من الماء
فكان الصعود مرهقا بالفعل
وكنت كلما بلغ بي الإعياء مبلغه
أخذت جولة في الطابق الذي أكون فيه
ألقي نظرة على الحرم .. فيلتهب حماسي وأواصل الارتقاء
وفي إحدى هذه الجولات .. أمسك أحد بشماغي من الخلف!!
فتوقفت أحاول الإجابة عمن يكون
فلم أسمع وقع قدم ولم أر ظل رجل
وكانت أكثر الطوابق مظلمة والقليل نورها وامض وطابق أو اثنان كانا مضاءان
وبعد لحظة سكون ..
-أهلا
-....
-نعم
-....
ولما لم يرد علي أحد وقد بلغ بي الروع مبلغه
هويت بقبضتي إلى ما كان ورائي
فلم تصب شيئا
فعدت أضرب في كل جهة
فما أصبت شيئا
فقررت أن أسحب تلك اليد المريبة وأوقعها أرضا قبل أن أنهال عليها
فإذا هو سلك قد تدلى من السقف قد عطف آخره تعلق فيه شماغي
فأطلقت زفرتين مشحونتين
وأكملت طريقي أستجمع ما تبقى من قلبي ونفسي
في خلال مسيري كنت أحاول ألا تُجَرّح أنفاسي الجافة تماما أي جزء من المجرى الهوائي إلى الرئة
فلقد عرفت حينها المعنى الحرفي للقائل : ذاك رجل قد انقطعت أنفاسه
ولما بلغت الطابق الثامن والأربعين - أو أظن - اذا بشيء يسلم منعني الظلام من تحديد هويته
فرغت عليه ضاربا .. فاستجداني : مهمد مهمد أنا كلا سلام أليكم
ونظرت فإذا هو رجل أجنبي أقبل علي بحسن نية
وسألني عما أوصلني هذا الموصل وعن أصوات أنفاسي التي كانت تصرخ مستجدية
فأخبرته خبري
فتكفل بإدخالي مصعدهم البائس وأصعدني إلى أعلى البناية ..
)*******(
وصلت إلى الأعلى مغ تكبير المؤذن للعشاء
ما إن وصلت حتى رأيت خلقا ..
وطلبتهم ماءا فسقوني
واستنكرت وجودهم في هذا الموقع والبناية كلها فارغة
لكني لست بصدد البحث والتحري
فبدأت بفرد معداتي ..
- لو سمحت يا سيد .. ممكن دقيقة من فضلك
نظرت فرأيت مهندسا مواطنا خلوقا يناديني
- أهلا
- معليش بس معاك تصريح ؟؟
وعبثا أخذت أفتش في حقيبتي حتى انتهى الأذان وأقيمت الصلاة
- الظاهر إني ما جبت التصريح معي
- طيب أنا آسف .. ممكن تتفضل معي
- وين
- ننزل تحت ونتفاهم .. لازم يكون عندك تصريح من الأمارة وتصريح من شركة بن لادن
- تعرف كيف طلعت من تحت ؟؟
- يقولوا إنك طلعت بالدرج
- وتبغاني أنزل بكل بساطة
- والله مو بيدي لازم يكون عندك تصريح
استشطت غضبا ونظرت فيه بكره
وتجاهلته متجها إلى جهة الحرم
ونصبت احامل الثلاثي وركّزت كاميرتي فوقه
وهو يحول بيني وبين القطات في حين أن صلاة العشاء قاربت على الانتهاء
فرمقته بنظرة
- قسما بجلال الله .. لو ما تحل من قدامي لأرميك من هنا
رأى في عيني نظرات متوحشة فآثر السلامة وذهب ليحضر رجال الأمن
حينها أسرعت بالتقاط بعض الصور .. ثم غيرت العدسة وبدأت أصور
في الحقيقة أني قبل أن أبدأ بالتصوير .. وقفت ساكنا لبرهة أتأمل ذاك المنظر الرهيب
الذي لن تنقله أي عدسة
حقا إنه منظر مهيب
وفجأة وأنا في انهماكي
أسمع صوت أشخاص من الخلف يسرعون الخطى
- يا سيد .. لو سمحت .. يا مصور
فلم أتزحزح قيد أنملة
فما كان إلا أن و جدت نفسي في الهواء وقدماي تلعبان في الجو
حملني أحدهم وقام الآخر بجمع أغراضي ثم ألقونا في أرضية المصعد الفولاذية
أخذت ألملم شتاتي في مصعدهم البطيء
حتى جمعتها كلها في حقيبتين
ثم سحبت كرت التخزين ووضعته في جيبي تحسبا لأي طارئ
.. وصلنا إلى الطابق الثلاثون
وانتقلنا لمصعد آخر
لحسن حظي أن المصعد الآخر كانت له ثلاثة أدوار يستطيع الوقوف بها فقط
أقربهم إلى حيث أرادوا اقتيادي هو الدور الأسفل - عند نفق كدي -
ما إن وصل المصعد .. ورأيت الناس أمامي تروح جيئة وذهابا
حتى انتظرته ليفتح بابه وأطلقت أقدامي للريح و صرت أصيح في وسط الزحام ..
طريق يا حااج
فتنشق الجموع طوعا أو كرها .. فهذا يسحب ابنه بجانبه
وذاك يدفع امرأته بعيدا عنه ليفسح لي الطريق
كي لايحدث مالا تحمد عقباه
ومن ثم تلتئم الجموع خلفي ليتفقد كل واحد على من كان بجواره
فتعرقل الرجلين الضخمين من اللحاق بي
فكانوا بكل أدب يخاطبوا المشاة كي يفسحوا لهم الطريق
في حينها كنت قد وصلت إلى ساحة الحرم
فنظرت خلفي فما وجدت أحدا
فعدت إلى مسقط رحلتي .. إلى مصلى الوقف ثانية
لأصلي العشاء وأكمل ما تبقى من صلاة التراويح
ونجوت بفضل الله من أن أقع في شراك رجال الأمن
فكانت مغامرة ممتعة مفزعة
تحمل الكثير من المعاناة في طياتها
والحمد لله أني خرجت بنتائج مرضية إلى حد ما
من مغامرات مصور
صلاح شاكر*
مقووووووووووووووووووووووووووووووووووول
في الحقيقة هذه الصورة تحمل الكثير من المعاناة والكثير من الذكريات
جاءت فكرتها بناءا على رغبة والدي العزيز في أن آخذ لقطة للحرم وهو ممتلئ
فاتصلت بالمصور القدير ضاحي العلي , فأهل مكة أدرى بشعابها
وأخربته برغبتي في أخذ لقطات للحرم من وقف الملك عبدالعزيز
فأجابني بأن الإجراءات الأمنية قوية والأمر ليس بتلك البساطة
ولكني عازم على الأمر
توجهت إلى مكة وكان الزحام شديد
ما أضرني لحمل الحقيبة والحامل مسافة طويلة جدا
صليت المغرب في مصلى الوقف
وخرجت باحثا عن منفذ يوصلني إلى البرج H وهو البرج الأوسط والذي لم يكتمل بناؤه بعد
وفي غفلة من رجل الأمن
تسربت للمنطقة الخلفية والتي هي أسفل البرج
ووصلت إلى سطح المبنى السفلي والذي تبدأ عنده الأبراج
فسألت أحد المهندسين عن مكان وجود المصعد الذي يقلني إلى أعلى نقطة في البرج الأوسط
وعرفت منه أن المصعد يعمل بعد العشاء وأنهم لايمكن أن يصعدوا بي حتى أبرز تصريحا خاصا من الأمارة
فسألته عن مكان الدرج !!
فامتعض من سخريتي : دول خمس وستين دور .. مش هتأدر
ومع اصراري أرشدني إليه
فأسرعت الخطى أركض في الدرج على أمل أن أبلغ القمة قبل العشاء
وبدأت رحلتي الغير محسوبة العواقب
وكان البرج بكامله فارغا لا أحد فيه .. أو هكذا رأيته
في الحقيقة , أني لم أعط الأمر حقه من التفكير
فمثل هذه المسافة تحتاج إلى الكثير من اللياقة البدنية
ثم إنها تحتاج المزيد من الطاقة , وأنا حينها أقل رشاقة من ذي قبل
ثم إني كنت صائما ولم أفطر إلا على تمرات لا يقمن الصلب
ورشفات من الماء
فكان الصعود مرهقا بالفعل
وكنت كلما بلغ بي الإعياء مبلغه
أخذت جولة في الطابق الذي أكون فيه
ألقي نظرة على الحرم .. فيلتهب حماسي وأواصل الارتقاء
وفي إحدى هذه الجولات .. أمسك أحد بشماغي من الخلف!!
فتوقفت أحاول الإجابة عمن يكون
فلم أسمع وقع قدم ولم أر ظل رجل
وكانت أكثر الطوابق مظلمة والقليل نورها وامض وطابق أو اثنان كانا مضاءان
وبعد لحظة سكون ..
-أهلا
-....
-نعم
-....
ولما لم يرد علي أحد وقد بلغ بي الروع مبلغه
هويت بقبضتي إلى ما كان ورائي
فلم تصب شيئا
فعدت أضرب في كل جهة
فما أصبت شيئا
فقررت أن أسحب تلك اليد المريبة وأوقعها أرضا قبل أن أنهال عليها
فإذا هو سلك قد تدلى من السقف قد عطف آخره تعلق فيه شماغي
فأطلقت زفرتين مشحونتين
وأكملت طريقي أستجمع ما تبقى من قلبي ونفسي
في خلال مسيري كنت أحاول ألا تُجَرّح أنفاسي الجافة تماما أي جزء من المجرى الهوائي إلى الرئة
فلقد عرفت حينها المعنى الحرفي للقائل : ذاك رجل قد انقطعت أنفاسه
ولما بلغت الطابق الثامن والأربعين - أو أظن - اذا بشيء يسلم منعني الظلام من تحديد هويته
فرغت عليه ضاربا .. فاستجداني : مهمد مهمد أنا كلا سلام أليكم
ونظرت فإذا هو رجل أجنبي أقبل علي بحسن نية
وسألني عما أوصلني هذا الموصل وعن أصوات أنفاسي التي كانت تصرخ مستجدية
فأخبرته خبري
فتكفل بإدخالي مصعدهم البائس وأصعدني إلى أعلى البناية ..
)*******(
وصلت إلى الأعلى مغ تكبير المؤذن للعشاء
ما إن وصلت حتى رأيت خلقا ..
وطلبتهم ماءا فسقوني
واستنكرت وجودهم في هذا الموقع والبناية كلها فارغة
لكني لست بصدد البحث والتحري
فبدأت بفرد معداتي ..
- لو سمحت يا سيد .. ممكن دقيقة من فضلك
نظرت فرأيت مهندسا مواطنا خلوقا يناديني
- أهلا
- معليش بس معاك تصريح ؟؟
وعبثا أخذت أفتش في حقيبتي حتى انتهى الأذان وأقيمت الصلاة
- الظاهر إني ما جبت التصريح معي
- طيب أنا آسف .. ممكن تتفضل معي
- وين
- ننزل تحت ونتفاهم .. لازم يكون عندك تصريح من الأمارة وتصريح من شركة بن لادن
- تعرف كيف طلعت من تحت ؟؟
- يقولوا إنك طلعت بالدرج
- وتبغاني أنزل بكل بساطة
- والله مو بيدي لازم يكون عندك تصريح
استشطت غضبا ونظرت فيه بكره
وتجاهلته متجها إلى جهة الحرم
ونصبت احامل الثلاثي وركّزت كاميرتي فوقه
وهو يحول بيني وبين القطات في حين أن صلاة العشاء قاربت على الانتهاء
فرمقته بنظرة
- قسما بجلال الله .. لو ما تحل من قدامي لأرميك من هنا
رأى في عيني نظرات متوحشة فآثر السلامة وذهب ليحضر رجال الأمن
حينها أسرعت بالتقاط بعض الصور .. ثم غيرت العدسة وبدأت أصور
في الحقيقة أني قبل أن أبدأ بالتصوير .. وقفت ساكنا لبرهة أتأمل ذاك المنظر الرهيب
الذي لن تنقله أي عدسة
حقا إنه منظر مهيب
وفجأة وأنا في انهماكي
أسمع صوت أشخاص من الخلف يسرعون الخطى
- يا سيد .. لو سمحت .. يا مصور
فلم أتزحزح قيد أنملة
فما كان إلا أن و جدت نفسي في الهواء وقدماي تلعبان في الجو
حملني أحدهم وقام الآخر بجمع أغراضي ثم ألقونا في أرضية المصعد الفولاذية
أخذت ألملم شتاتي في مصعدهم البطيء
حتى جمعتها كلها في حقيبتين
ثم سحبت كرت التخزين ووضعته في جيبي تحسبا لأي طارئ
.. وصلنا إلى الطابق الثلاثون
وانتقلنا لمصعد آخر
لحسن حظي أن المصعد الآخر كانت له ثلاثة أدوار يستطيع الوقوف بها فقط
أقربهم إلى حيث أرادوا اقتيادي هو الدور الأسفل - عند نفق كدي -
ما إن وصل المصعد .. ورأيت الناس أمامي تروح جيئة وذهابا
حتى انتظرته ليفتح بابه وأطلقت أقدامي للريح و صرت أصيح في وسط الزحام ..
طريق يا حااج
فتنشق الجموع طوعا أو كرها .. فهذا يسحب ابنه بجانبه
وذاك يدفع امرأته بعيدا عنه ليفسح لي الطريق
كي لايحدث مالا تحمد عقباه
ومن ثم تلتئم الجموع خلفي ليتفقد كل واحد على من كان بجواره
فتعرقل الرجلين الضخمين من اللحاق بي
فكانوا بكل أدب يخاطبوا المشاة كي يفسحوا لهم الطريق
في حينها كنت قد وصلت إلى ساحة الحرم
فنظرت خلفي فما وجدت أحدا
فعدت إلى مسقط رحلتي .. إلى مصلى الوقف ثانية
لأصلي العشاء وأكمل ما تبقى من صلاة التراويح
ونجوت بفضل الله من أن أقع في شراك رجال الأمن
فكانت مغامرة ممتعة مفزعة
تحمل الكثير من المعاناة في طياتها
والحمد لله أني خرجت بنتائج مرضية إلى حد ما
من مغامرات مصور
صلاح شاكر*
مقووووووووووووووووووووووووووووووووووول
الثلاثاء أبريل 10, 2012 9:32 pm من طرف هنوبنو
» طاجن السمك والفلفل .. ؟؟
السبت يناير 14, 2012 7:43 pm من طرف هنوبنو
» دورة الجودة طريقك للتميز
الأربعاء يناير 11, 2012 1:06 am من طرف بنت المملكة
» المعرض الدولي الرابع للاختراعات في الشرق الاوسط تفوق سعودي
الأربعاء ديسمبر 28, 2011 3:33 am من طرف هنوبنو
» رجعت بعد غياب
الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 11:47 pm من طرف بنت المملكة
» معلومة عن الغراب تقشعر لها الأبدان
الخميس ديسمبر 22, 2011 8:10 pm من طرف هنوبنو
» لماذا يضع الرسول يده تحت خده؟؟؟
الخميس ديسمبر 22, 2011 8:09 pm من طرف هنوبنو
» الحاسة التي لا تنام سبحان الخالق ...
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:59 pm من طرف bohamadegp
» كيف ترد إذا وُجهت إليك إهانة قاسية؟
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:01 pm من طرف هنوبنو