يمكن القول بأنها أقوى امرأة في عالم الموضة حاليا، فالمصممون يخافونها، وخبراء الموضة ينتظرون حكمها على أي اتجاه جديد، فهي الترمومتر الذي يقيسون عليه النجاح والفشل.
عروض الأزياء لا يمكن أن تبدأ قبل حضورها، حتى وإن تأخرت لمدة ساعة بغض النظر إن كانت الصفوف الأمامية حافلة بشخصيات بأهمية هيلاري كلينتون وغيرها، كما حصل في العام الماضي عندما تعطل السير في نيويورك بسبب الازدحام وتأخرت نصف ساعة.
رئيسة تحرير أشهر مجلة موضة في العالم «VOGUE» الأميركية، التي يطلق عليها البعض المرأة الحديدية لشخصيتها القوية، بينما يطلق عليها البعض الآخر المرأة الجليدية لبرودة أعصابها التي تثير الخوف في نفوس العاملين معها، والذين تملك بيدها مستقبلهم من المصممين.
ما يحسب لها أنها منذ أن تسلمت رئاسة المجلة في الثمانينات، غيرت سياستها وفلسفتها بل وحتى شكلها تماما.
أول شيء قامت به هو جعلها في متناول الجميع بعد أن كانت موجهة للنخبة فقط، انطلاقا من قناعتها بأن الموضة تبدأ من الأرض ومن الواقع وليس من برج عاجي.
وكان من البديهي أن تتغير نتيجة هذه النظرة طريقة تصوير الموضة.
فبعد أن كانت العارضة تظهر في أناقة متناهية، وبشكل مبالغ فيه ومضحك بلغة اليوم، أي أن الشعر يجب أن يكون مرتباً بحيث لا تزيغ شعرة واحدة عن مكانها، وكذلك الماكياج، بينما كانت تحرص المحررة أن تكون كل الأزياء من Hout Couture، بدأت موضة جديدة انتشرت انتشار النار في الهشيم، عمدت فيها إلى مزج القطع الغالية جدا بقطع بسيطة. وهي الموضة التي مست وتراً حساسا لدى كل نساء العالم كونها تخاطب رقعة وشريحة أوسع، كما أعطت فرصة لمصممين شباب بالظهور وأخذ فرصتهم، عدا عن زيادة مبيعات المجلة وارتفاع نسبة الإعلانات. فرغم كل ما يقال عن برودتها أو صرامتها، التي قد تفسر بالقسوة في الكثير من الأحيان، إلا إن ما يذكر أن لها أيادي بيضاء على العديد من المصممين الذين شجعتهم ونصحتهم، والأهم من ذلك فتحت لهم أبواب العالمية على مصراعيها.
ومع السنين، تطورت المجلة وزادت معها سلطتها، إذ سرعان ما تحولت إلى عرابة الموضة من دون منازع، وتوسعت اهتماماتها أيضا، فهي تريد أن تكون مجلة «VOGUE» أكثر من مجرد مجلة تهتم بالموضة والجمال، وجاء على لسانها في إحدى المناسبات: «أعتقد دائما أنه من الضروري فهم رسالة VOGUE جيداً»، وهي مساعدة ودعم الآخرين بكل الأشكال، وهذا ما أفتخر به حقا».
إن قوة Anna Wintour لم تأت من فراغ، فقد تربت في أجواء صحافية وتعلمت أصول المهنة على يد والدها الذي كان رئيس تحرير الجريدة البريطانية «Evening Standard». بدأت مشوارها الصحافي وهي في 16 من العمر، فهي لم تحصل على شهادات عالية كما قد يتبادر إلى الذهن، لكنها تعلمت كل شيء من الحياة، وساعدها على ذلك شخصيتها الفذة التي ظهرت معالمها منذ الصغر. فرغم سنها الغض كانت لا تتخوف من طرح أسئلة جريئة ولا تقبل بأنصاف الأجوبة، بل تلح بجرأة حتى تحصل على ما تريد، وهو الأمر الذي أثار حولها الكثير من اللغط السلبي. لكنها لم تبال، لأن الشيء الوحيد الذي يهمها هو أن تقوم بعملها على أحسن وجه، ولو على حساب أن تكون لها علاقة جيدة مع زملاء المهنة، في وسط يقوم أصلا على العلاقات الاجتماعية.
لكنها كانت اختارت منذ البداية العملية والتميز على الدبلوماسية والاجتماعيات.
في عام 1988 أصبحت رئيسة تحرير مجلة VOGUE الأمريكية، ومن الروايات التي ما زال يذكرها العديد ممن عملوا معها آنذاك، أنهم أصيبوا بصدمة عندما كانت تطلب أزياء فاخرة من المصممين لتصويرها، وإذا لم تكن على مقاس العارضة، لم تكون تتورع أو تتردد ولو ثانية في قصها من دون أن تأخذ إذن المصمم، وهو الأمر الذي لا تستطيع أي محررة أزياء أن تتجرأ حتى بالتفكير فيه في ذلك الوقت أو الآن.
كما كانت تحضر دعوات عشاء العمل، لكنها كانت ترفض أن تتناول أي شيء من على الطاولة، في المقابل كان تخرج من حقيبة يدها علبة زبادي صغيرة وملعقة فضية تتناولها أمام الملأ غير مبالية بالإتيكيت. يومها يبدأ بممارسة لعبة التنس في الصباح الباكر، وفي الساعة السابعة صباحاً تسلم شعرها لمصففها الخاص، الذي لا يمكن أن يتأخر دقيقة واحدة عن الموعد، لتنطلق بعد ذلك إلى مكتبها في وقت ما زال فيه معظم المصممين في فراشهم.
صحيح أنها تسير حياتها وعملها مثل العسكري، ولا تقبل بأنصاف الحلول، لكنها تعرف حق المعرفة أن النجاح له ضريبة، ويحتاج إلى شخصية قوية ومنظمة، كما يحتاج إلى وضوح في الرؤية، لا سيما وأنها مسئوله عن صناعة تقدر بـ 160 مليار دولار سنويا، وهو الدور الذي تتعامل معه بجدية وجد.
ما يقوله المقربون منها أن تحت قناع الصرامة والبرود تكمن إنسانة تحب أن تساعد الآخرين، وهو الأمر الذي عبر عنه مصمم الأحذية المشهور، Manolo Blanket ، أحسن تعبير بقوله: «لقد شجعت أفواجاً من المصممين الصغار والشباب، إذ يبدو أن لها حاسة شم قوية جدا تمكنها من معرفة الموهوبين منهم، لأنها بعد ذلك تقوم بإظهار مواهبهم الكامنة وإبرازها».
John Galliano كان له نفس الرأي «لها توقيت رائع في التدخل لتغيير مسار حياة المصمم... لقد كنت ضائعا في باريس في بداية مشواري.. بلا مال ولا أمل في تحسين وضعي، حينها تدخلت لتقدم لي نصائح لا تقدر بثمن، ثم دفعت نفقات سفري إلى نيويورك حيث عرَفتني بممول».
أما هي فتقول «نحن في مجلة «VOGUE» محظوظون لأن لنا القدرة على مساعدة المصممين الذين يحتاجون فقط إلى دفعة صغيرة منا لكي يحصلوا على فرصهم».
رايكــــــن عزيزاتي
الثلاثاء أبريل 10, 2012 9:32 pm من طرف هنوبنو
» طاجن السمك والفلفل .. ؟؟
السبت يناير 14, 2012 7:43 pm من طرف هنوبنو
» دورة الجودة طريقك للتميز
الأربعاء يناير 11, 2012 1:06 am من طرف بنت المملكة
» المعرض الدولي الرابع للاختراعات في الشرق الاوسط تفوق سعودي
الأربعاء ديسمبر 28, 2011 3:33 am من طرف هنوبنو
» رجعت بعد غياب
الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 11:47 pm من طرف بنت المملكة
» معلومة عن الغراب تقشعر لها الأبدان
الخميس ديسمبر 22, 2011 8:10 pm من طرف هنوبنو
» لماذا يضع الرسول يده تحت خده؟؟؟
الخميس ديسمبر 22, 2011 8:09 pm من طرف هنوبنو
» الحاسة التي لا تنام سبحان الخالق ...
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:59 pm من طرف bohamadegp
» كيف ترد إذا وُجهت إليك إهانة قاسية؟
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:01 pm من طرف هنوبنو